كتب :محمد أبوزيد
بمجرد أن كشف حزب الله عن مسيرته الأخطر الهدهد، ونشر فيديو للمسيرة وهي تتجول فوق أهداف إسرائيلية في حيفا ومدن إسرائيلية أخرى وتصورها بكل دقة،إلا وقد حدث زلزال سياسي في دولة الاحتلال، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن، وظهرت تقارير صحفية تؤكد أن إيران أبلغت حزب الله أن إسرائيل قررت تصفية حسن نصر الله الأمين العام للحزب والقائد العسكري والسياسي للحزب منذ 32 سنة.
وفي هذا التقرير نستعرض معلومات حول حراسة حسن نصر الله الذي أصبح خلال الساعات الماضية يتقاسم رقم 1 في منظومة أخطر أعداء إسرائيل مع يحيى السنوار قائد حماس في غزة ومحمد ضيف قائد القسام.
حراسة حسن نصر الله
تتسم حراسة حسن نصر الله بالسرية والتشدد، حيث يتم اتخاذ تدابير أمنية عالية لضمان سلامته.
يعتقد أن الحراسة الشخصية لنصر الله تتبع هيكلاً معقداً يشمل عناصر مدربة تدريباً عالياً ومجهزة بأحدث المعدات الأمنية. تتولى وحدة خاصة من حزب الله من قوات نخبة الرضوان مسؤولية حراسته، وهي معروفة بقدرتها العالية على التصدي لأي تهديد محتمل.
عدد الحراس
رغم أن العدد الدقيق لحراس نصر الله غير معلوم بسبب السرية المحيطة بهذا الأمر، فإن التقديرات تشير إلى أن فريق حراسته قد يتألف من عدة عشرات من الأفراد، وربما أكثر، نظراً لحجم التهديد
محاولة اغتياله في 2006
خلال العدوان على لبنان في العام 2006، حاولت إسرائيل تسجيل انتصارٍ إستراتيجيّ على حزب الله اللبنانيّ، ووضعت أجهزة مخابرات الكيان الصهيوني جميع المعلومات التي جمعتها، مع المُخابرات الغربيّة والأخرى الصديقة لإخراج مُخططها إلى حيّز التنفيذ، والقاضي بتصفية الأمين العّام للحزب حسن نصر الله، وقامت طائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ بقصف عدّة مبانٍ في الضاحية الجنوبيّة في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، مُعتقدةً أنّ نصر الله يختبئ فيها، ولكن َكل مُحاولاتها باءت بالفشل.
زار سوريا متنكرا في زي رجل أعمال
وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة علّقت على زيارة قام بها نصر الله ا إلى سوريا قبل عدة سنوات في وذكرت أنّ نصر الله زار سوريّة متنكرًا بزيّ رجل أعمالٍ، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة في تل أبيب.
ووفق تقرير الصحيفة العبريّة، فقد توجّه نصر الله متنكرًا مع حراسه الشخصيين خلال زيارته السريّة للأسد، وغادر قبوًا بدّل فيه ملابسه ثم استقلّ سيارةّ مع حراسه على طول 90 دقيقة إلى سوريّة مرت بسلاسةٍ.
150 حارس و3 دوائر حماية
وكانت صحيفة (غلوبس) الإسرائيلية قد نشرت تقريرًا مطولاً عن الحراسة المُشدّدّة للأمين نصر الله، ونقلت عن خبير الاستخبارات والإنترنيت، رونين سولومون، الذي وصف وحدة الحراسة بأنّها “الحرس الملكيّ”، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ وحدة النخبة في الوحدة الخاصّة للأمن تقوم بحماية السيّد نصر الله، وهي وحدة مُدرّبة تمامًا مثل وحدة حماية الشخصيات المُهّمة في جهاز الأمن العّام (الشاباك)، بحسب تعبيره.
وتابع قائلاً إنّ الوحدة ترتدي اللباس الفاخر والجميل الموحّد، كما ترتدي سترات واقية من الأفضل في العالم، ويصل عدد الوحدة بشكل عام لـ 150 رجلاً، مدربون جميعهم بشكلٍ أمنيٍّ وعسكريٍّ مميّزٍ بإشراف الأمن الداخلي الخاص بالحزب والذي يشرف عليه القيادي الكبير في الحزب وفيق صفا.
ووفقًا للخبير فإنّ فريق الأمن الشخصيّ لأمين عام حزب الله، يصل إلى نحو 20 حارس أمن من ذوي الخبرة والمُخلصين، الذين يعملون تحت قيادة قائد الفريق أبو علي جواد، مُوضحةً أنّه تمّ تدريبهم لهذه المهمة فقط.
وأضافت الصحيفة العبرية في تقريرها :تتألّف بقية أفراد القوّة الخاصة من 130 من أفراد الأمن الداخلي، تابعت (غلوبس)، والذين يعملون على تقديم الدعم لقوّة الحراسة في حال خرج الأمين العام علناً للجماهير، حيث تتشكّل من مراقبين في المناطق العامّة وبين الجماهير، ويُعتبرون من الحرّاس الخفيين، ومنهم مَنْ يعتلي أسطح المنازل لتأمين ظهر السيّد نصر الله.
وشدّدّ الخبير الإسرائيليّ على أنّ نظام الحراسة المُشدّد على السيّد نصر الله يتألّف من ثلاثة دوائر، الأوّل وحدة حماية الشخصيات ويشمل 150 حارسًا، منهم 30 حتى 40 يعملون كحرّاسٍ شخصيين، وأنّ جميعهم يتّم اختيارهم بشكلٍ دقيقٍ، وأنّ قسمًا منهم تربطه بنصر الله علاقات قرابة عائليّة، وقد تمّ تدريبيهم وتأهيلهم لهذه المُهمّة فقط في إيران، لافتًا إلى أنّه بحسب تقارير أخرى، فقد تمّ تدريبهم وتحضيرهم في كوريا الشماليّة.
وفي الدائرة الأولى وجد أيضًا قسم الإنقاذ، وهو القسم المسؤول عن إنقاذ نصر الله في حالة وقوع حادثٍ طارئٍ، أمّا باقي أعضاء الوحدة فهم عمليًا يُشكّلون الدائرة الثانية، والذي يُقدّمون المُساعدات اللوجيستيّة للحرّاس الشخصيين، ويعملون أيضًا كقناصّةٍ، ومُراقبين بشكلٍ سريٍّ، على حدّ قوله.
وتابع أنّ القسم الثالث من الحراسة يتألّف في معظمه من قوّة (الرضوان)، وهي الوحدة النخبويّة والمُختارة في حزب الله، والتي تُشابه إلى حدٍّ كبيرٍ وحدة حماية الشخصيات في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ)، والتي يقوم أفرادها بنصب الحواجز، ويتمترسون في مواقع حساسّة، ويكونون عمليًا مُسيطرين على كلّ سيناريو، كما أنّ هذا القسم يقوم بحماية الضاحية الجنوبيّة في بيروت، أيْ وحدة الأمن الداخليّ لحزب الله، وهم يرتدون ملابس مشابهة لملابس قوّة (الرضوان)، ويقومون بمهّامٍ شبيهةٍ بأعمال الشرطة، كما قال الخبير الإسرائيليّ.
وخلُص إلى القول إنّ جميع حرّاس نصر الله هم من خريجي وحدة (الرضوان) أوْ وحداتٍ نخبويةٍ أخرى في حزب الله، وبعد انتهاء مهّمتهم في الحراسة فإنّهم يعودون إلى وحداتهم المُختارة كضباطٍ، وفقًا للخبير الإسرائيليّ في شؤون الأمن، الذي زعم أيضًا أنّ عماد مغنيّة خدم في الوحدة
يُشار إلى أنّ نصر انتُخب لمنصب الأمين العّام لحزب الله في العام 1992، بعد اغتيال الأمين العّام السابق، عبّاس الموسوي من قبل إسرائيل، ومنذُ ذلك الحين والدولة العبريّة تُحاوِل اغتياله.